...
ليلة القدر خير من الف شهر

ما هي ليلة القدر

وقت ليلة القدر

ليلة القدر خير من الف شهر

وذلك استناداً إلى ما روي عن عائشة -رضي الله عنها-: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تحروا ليلة القدر في الوتر، من العشر الأواخر من رمضان.” ومن قيل إنها في الأيام السبع الأخيرة من رمضان.

وذلك بناءً على رواية الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: “فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر.” ومن قيل إنها متحركة دون تحديدها بالليالي الفردية أو الزوجية.

علامات ليلة القدر

ليلة القدر هي إحدى الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي ليلة عظيمة في الإسلام تتميز بالبركة والخيرات. يحرص المسلمون على تتبُّع ليلة القَدْر والتعرف على علاماتها التي تدل على وقوعها، ومن بين هذه العلامات:

  • طلوع الشمس دون شعاعٍ في صباح اليوم التالي لها، حيث يُصف طلوع الشمس في هذا اليوم بأنه مثل الطسْتِ، بمعنى أنها تطلع بدون أي شعاع لها حتى ترتفع.
  • اعتدال الجوّ فيها، فلا يُوصف بالحرارة أو البرودة بل يكون لطيفًا ومعتدلًا، وقد وُصِفت ليلة القدْر بأنها ليلة سمِحة وطَلِقة، لا حارّة ولا باردة، وتُصبح الشمس في صباحها ضعيفة حمْراء.
  • النقاء والصفاء في الأجواء، حيث يُلاحظ فيها أن السماء صافية وبَلِجة كأن فيها قمرًا ساطعًا، وتكون الليلة خالية من الغبار والعوامل الجوية الأخرى.
  • نزول الملائكة أفواجًا، ففي هذه الليلة يُنزل الملائكة والرّوح بإذن ربهم لتنفيذ مختلف الأمور، ويُشار إلى أن الملائكة في هذه الليلة تكون أكثر من عدد الحصى في الأرض، كما ورد في الحديث النبوي.

تلك هي بعض العلامات التي قد تدل على وقوع ليلة القدر، والتي يحرص المسلمون على ملاحظتها والاستفادة من البركات والخيرات التي تتضمنها هذه الليلة العظيمة في الإسلام.

الحكمة من إخفاء ليلة القدر

تم اختيار عدم تحديد ليلة القدر وإخفائها عن الناس بغرض تعزيز روح البحث والاجتهاد في العبادة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، ولكي لا يقتصر جهد المؤمنين على ليلة واحدة فقط. إن هذا الإجراء يهدف إلى تحفيز المسلمين على الاستمرار في أداء العبادات والطاعات، والمثابرة عليها طوال تلك الفترة المباركة. بالتالي، فإن من المناسب للمسلم أن يبذل جهدًا كبيرًا في مراقبة واستغلال الليالي العشر الأخيرة من رمضان بالكامل، والانخراط في العبادات المتنوعة مثل الذكر، والدعاء، والصلاة، وقراءة القرآن. بهذا الشكل، يجد المؤمن نفسه مشغولاً بطاعة الله تعالى واستثمار وقته في الأعمال الصالحة خلال هذه الفترة المميزة من العام.

من الأعمال الصالحة في ليلة القدر

الدعاء في ليلة القدر

يستفيد المسلم في ليلة القدر من خلال زيادة الدعاء، والأذكار، والتسبيح، وطلب الله -تعالى- العتق من النيران والتعوذ منها. ففي هذه الليلة يكون الدعاء مستجابًا، ويكون الجهد فيه محمودًا، ولذلك يتنافس المؤمنون ويسعون للتوبة والرضا من الله -عزّ وجلّ- وتوفيقه، وبلوغ المراتب العالية. قال الإمام سفيان الثوري: “أحب الأعمال إلىّ في ليلة القدر الدعاء”، ويعتبر أفضل ما يدعو به المسلم في هذه الليلة العفو والمغفرة من الله -سبحانه-، حيث روى عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قولها: “يا رسول الله، إذا علمتُ أن هذه ليلة القدر، فماذا أقول فيها؟” فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”. وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: “لا سبيل للعبد إلى النجاة إلا بعفوه ومغفرته، فإنه إذا لم يغمره بعفوه ومغفرته، فإنه من الهالكين بلا محال، فكل من خلقه بحاجة إلى عفوه ومغفرته كما هو بحاجة إلى فضله ورحمته”.

قراءة القرآن الكريم في ليلة القدر

من الأفضل للمسلم أن يقوم بتلاوة آيات القرآن الكريم وترتيلها في شهر رمضان، حيث يجد في هذا العمل العبادي فرصة للقرب من الله وزيادة الثواب. ولكن ليس شرطاً عليه أن يكمل ختم القرآن كاملاً في تلك الليلة. فإن ختمه يجلب له أجراً عظيماً، وفضلًا كبيرًا. ينبغي للمؤمن أن يدرك أن القيام لا يقتصر على الصلاة وحدها، بل يمكن أن يتم بأداء مختلف أنواع العبادات، مثل تلاوة القرآن والذكر والصدقات وغيرها، كل ذلك يسهم في تعميق الإيمان وتقوية الروحانية في هذا الشهر الفضيل.

قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)

الصلاة في ليلة القدر

صلاة القيام تؤدى عادة خلال الليل، وهي صلاة نافلة تقام بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر. وقد أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأهمية قيام الليل، وأنها من أسباب مغفرة الذنوب وتكفيرها عن العباد. وفي الحديث الذي نقله الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنه سُئل عن صلاة الليل، فأجاب أن صلاة الليل تؤدى مثنى مثنى، وإذا خشيت الفجر فصل ركعة واحدة توتر له ما قد صلّى.

وقيام ليلة القدر يعتبر من أفضل الليالي، وفيها تكثر الأجر والثواب، حيث يُقال إن عبادة فيها تعدل عبادة في ألف شهر، وقد ثبت في القرآن الكريم أن ليلة القدر خير من ألف شهر، كما جاء في سورة القدر.

لذا، يُحث المسلمون على الاجتهاد في قيام الليل بشكل عام، وفي خاصة قيام ليلة القدر، لأنها فرصة لتحقيق الغفران والرحمة من الله تعالى، وتكفير الذنوب والخطايا.

Seraphinite AcceleratorBannerText_Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.